كتاب شرح اللمع في النحو،

ابن جني (المتوفى: 392 هـ)

باب إعراب الاسم المعتل

صفحة 89 - الجزء 1

  بدل من التنوين؟. قلت هذا كقوله {وَالْأَرْضِ وَما طَحاها} (٦)⁣(⁣١) {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها} (٣٠)⁣(⁣٢) {أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً} (٣٦)⁣(⁣٣) فافهمه.

  [قال أبو الفتح]: فإن وقفت على المنصوب المنون، أبدلت من تنوينه ألفا، وحذفت الألف الأولى التي هي حرف الإعراب، لسكونها، وسكون الألف التي هي عوض من التنوين بعدها. وفي هذا نظر لأن هذه الألف، أعني: الأصلية، قد حذفت قبل الوقف. فكيف يصح منه هذا الكلام؟! وما الحاجة إلى تصوير إعادة الألف الأصلية، ثم حذفها، لالتقاء الساكنين. وأما غير المنصرف، فنحو: حبلى، وبشرى، وشورى: هذه الألف لا تحذف، إذ ليس بعدها تنوين، لأن الاسم، لا ينصرف، لكونه مؤنثا بألف التأنيث. وقوله (ما لم يلقها ساكن من كلمة أخرى) يعني: أنك، إذا قلت: هذه حبلى القوم، حذفت الألف، لالتقاء الساكنين. وإذا قلت: هذه حبلى. فالضمة في الألف مقدرة. وكذلك: رأيت حبلى، الفتحة فيها أيضا مقدرة، دون الكسرة، لأن الاسم، لا ينصرف. وما لا ينصرف في موضع الجر، مفتوح، نحو: مررت بأحمد [١٥ / أ]: [أقول]: وأما الممدود، فكل اسم، وقع في آخره ألف ممدودة، نحو: كساء، ورداء، فالإعراب جار على آخره.

  اعلم أن الممدود على أربعة أقسام⁣(⁣٤):

  [الأول]: أن تكون الهمزة فيه أصلية، نحو: قرّاء، ووضّاء⁣(⁣٥)، لأنه من: قرأت، ووضؤت.

  فهذا النحو منصرف. ويكون في التثنية، والجمع ثابت الهمزة. كقولك: قرّاءان، وقراؤون.

  [الثاني]: أن تكون الهمزة بدلا من واو، أو ياء، كلاهما لام الفعل، وذلك، نحو: كساء، ورداء، من: كسوت وردايان⁣(⁣٦)، ولا يجوز أن تحتج، بتردّيت، على أن اللام في رداء: ياء، ولا بأردية. ألا ترى أن قولك: ترديت، وقعت الياء فيها زائدة على الثلاث، مثل: أغزيت، وتغازيت وأردية، جاء مثلها: أكسية فالحجة في ردايين. والواو، والياء، إذا وقعتا طرفين، وقبلهما ألف، أبدلتا همزتين. فكساء، ورداء، يجري عليهما الإعراب، كما جرى على الصحيح.


(١) ٩١: سورة الشمس ٦.

أمالها: الكسائي، وأبو عمرو. الحجة - لابن خالويه ٣٧٢، والتيسير - للداني ٢٣٣، والكشف - للقيسي ٢: ٣٨١، وتفسير التبيان ١٠: ٣٥٦، والنشر ٢: ٣٧، وإتحاف الفضلاء ٤٤٠.

(٢) ٧٩: سورة النازعات: ٣٠.

أمالها: حمزة، والكسائي، وخلف. الكشف - للقيسي ٢: ٣٨١، والتيسير - للداني ٢١٩، والنشر ٢: ٣٧، وإتحاف الفضلاء ٤٣٢، وغيث النفع ٣٦١.

(٣) ٧٥: سورة القيامة ٣٦.

أمالها: حمزة، والكسائي، وخلف. التيسير ١٥١: ٢١٧، والنشر ٢: ٣٧، وإتحاف الفضلاء ٤٢٨.

(٤) شرح شافية ابن الحاجب ٢: ٥٤.

(٥) القراء (بضم القاف، وتشديد الراء مفتوحة): الناسك المتعبد، والقراء (بفتح القاف وتشديد الراء): الحسن القراءة، أو الكثيرها. التاج (قرا) ١: ٣٦٥، والوضاء (بضم الواو وتشديد الضاد مفتوحة): الوضيء، الحسن الوجه. التاج (وضؤ) ١: ٤٨٩.

(٦) المصباح المنير ٢٤١.