حلمه:
  في بعض قرى ديلمان، فمضى لزيارته في جماعة من أصحابه، فلقيه الرجل خارج موضعه، وكان لا فراش له إلا ما نسجه من أغصان الشجر، ولا يتوسد إلا آجرتين عملهما، فقال: ما لنا فراش ولا مكان تجلسون فيه، فقال #: لو كان لك فراش أو حالة لما زرناك، فالملوك كثير، وأهل الحالات فلسنا نزورهم ولا نراهم أهلاً لذلك.
حلمه:
  وأما الحلم والصفح فقد كان من أحلم الناس عن مذنب، وأصفحهم عن مسيء، وهي شيمة تميز بها أهل البيت، ويظهر ذلك في عفوه عن رجل أراد قتله، فقد روي أنه دخل المتوضأ ليجدد الطهارة فرأى فيه رجلاً متغير اللون يرتعد فزعًا، فقال له: ما دهاك؟ فقال: أمرت بقتلك، قال: وما الذي وعدوك عليه؟ قال: بقرة، قال: ما لنا من بقرة، وأدخل يده في جيبه، وناوله خمسة دنانير، وقال: اشتر بها بقرة ولا تعد إلى مثل ذلك.
شجاعته:
  كان # في شجاعته وثبات القلب بالمحل العالي، فإن في الحكاية أن شوزيل لما أسره # اجتمع المسلمون عنده وسألوه أن يفرج عنه، فأخرج جوشنًا وقال: أحصوا المواضع التي أصابها المزراق(١) من هذا
(١) المزارق: رمح قصير. تاج العروس ١٣/ ١٩١.