سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

عدله:

صفحة 16 - الجزء 1

  الجوشن⁣(⁣١)، فبلغ نيفًا وثلاثين موضعًا فقال: من يثبت في المعركة هذا الثبات كيف يفرج عنه.

عدله:

  إن لأئمة أهل البيت السعي الأكبر في تركيز العدالة الإجتماعية، وذلك واضح في أقوالهم وأفعالهم وسيرهم، ولنقف على موقفين من عدله #: كان ولده أبو القاسم من الشجعان الفضلاء، فشكا إليه ضيق يده، واستأذنه في الانصراف فأطلق له ذلك فقال له أصحابه: إن أبا القاسم فارس فاره، ولا غنى عن مثله، فلو أطلقت له ما يكفيه فقال: إني أدر عليه نصيبه، ولا يمكن الزيادة عليه، فإن الله أمر بالتسوية بين الأولاد والأجانب.

  وكذلك ساوى بين الأقوياء والضعفاء فلا فرق بين عزيز وذليل فهم عنده كما قال جده علي # عندما قيل له نحن أعزة قوم، فقال: الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه. فقد روي أن الأمام المؤيد بالله كان جالسًا في بعض الأيام وعلي بن سرحان الملك على يساره، فجاء رجل بقّار فسلم على الإمام المؤيد بالله فرد عليه السلام، ثم قال: أيها الإمام لي دعوى على علي بن


(١) الجوشن: اسم الحديد الذي يلبس من السلاح أو الدرع، وقيل: الجوشن من السلاح زرد يلبسه الصدر والحيزوم. لسان العرب ١٣/ ٨٩.