سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[ضرورة قراءة القرآن وكيفيته]

صفحة 36 - الجزء 1

  بديمومات الأحزان والبكاء؛ إما بأنفسكم وإما بغيركم من القرآن⁣(⁣١).

  وحكي عن الربيع بن خثيم⁣(⁣٢) أنه مرَّ بآية من القرآن وهو يتلو من الليل، فلم يزل يردد الآية إلى الصباح وهي: {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّآتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ٢١}⁣[الجاثية: ٢١](⁣٣).


= الخلافة سنة ١٩٩، ولبث في دعاء الخلق إلى الله إلى أن توفي في جبل الرس. توفي سنة ٢٤٦ هـ، وله # العلم العجيب، والتصانيف الرايقة فِيْ علم الكلام، وغيره من الفنون. فمِنْهَا كتاب الدليل الكبير. والدليل الصغير، والعدل والتوحيد الكبير. والرد عَلَى ابن المقفع. والرد عَلَى النصارى. والمسترشد، والرد عَلَى المجبرة، وتأويل العرش والكرسي عَلَى المشبهة. وكتاب المسألة التي نقلت عنه في محاورة الملحد، والناسخ والمنسوخ، والمكنون في الآداب والحكم.

ينظر التحف شرح الزلف ص ١٤٥. والشافي ١/ ٢٦٢. والأعلام ٥/ ١٧١. والحدائق الوردية ٢/ ٢.

(١) في سياسة النفس ٢/ ٣٥٢ مجموع الإمام القاسم (قد طبع مجموع رسائله وصدر عن دار الحكمة) ولفظه: فإن غلبت عليكم الغفلة فيها، أو فترتم بخطيئة عن النهوض إليها، فهيجوا قلوبكم عليها وادعوا أنفسكم إليها بأصوات الأحزان والبكاء، إمَّا بأنفسكم من القرآن، وإما بغيركم من القرآن، فإن القرآن نور وعبرة لمن اعتبر، والبكاء والأحزان تذكرة لمن تذكر.

(٢) الربيع بن خثيم: أبو يزيد، أدرك الرسول ÷ أسلم ولم يره بل هو من أصحاب عبد الله بن مسعود، قليل الرواية، وجهه الإمام علي # إلى ثغر الري بعد أن قال له: يا أمير المؤمنين، إنا شككنا في هذا القتال على معرفتنا بفضلك، ولا غناء بنا ولا بك ولا بالمسلمين عمن يقاتل العدو، فولنا بعض الثغور. توفي ٦٢ هـ وقيل: ٦٣ هـ. ينظر ابن سعد ٦/ ١٨٢، والحلية ٢/ ١٢٤. وقعة صفين لنصر بن مزاحم ١١٥.

(٣) ابن سعد ٦/ ١٨٧