[ضرورة قراءة القرآن وكيفيته]
  وحكي أن محمد بن واسع جعل ورده في ليله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ١})(١).
  فاستعن: بالله على ذلك بالنظر إلى العظام الرميم في المقابر؛ فإنه يذكرك البلى في القبر، قال الله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ٤}[ق: ٤].
  وروى عن محمد بن واسع(٢) أنه قال لبعضهم(٣): ما أعجب إليَّ منزلك، قال: وما يعجبك من منزلي وهو عند القبور؟ قال: وما عليك؟ قال: يُقِلّون الأذى، ويذكِّرونك الآخرة(٤).
  وكثير من الصالحين كانوا يألفون النظر إلى المقابر معتبرين، وكذلك النظر إلى النيران المؤججة العظيمة ما يذكر بنار جهنم نعوذ بالله منها.
  وروي عن علي # أنه قال: نعم البيت الحمَّام يذهب الدرن ويذكر (بالآخرة)(٥) والنار(٦).
(١) ما بين القوسين من (هـ)، و (ك).
(٢) ابن جابر الأزدي أبو بكر، من زهاد وعّباد البصرة. ذكر الدامغاني في الجوهرة أنه من متصوفة الزيدية. ينظر صفوة الصفوة ٣/ ١٥٢، والحلية ٣/ ٣٩٢.
(٣) لعمارة بن مهران المعولي.
(٤) الحلية ٢/ ٣٩٥.
(٥) في (هـ) و (ك).
(٦) الكافي ٦/ ٥٠٧. وقد روي مرفوعًا إلى النبي ÷ عن أبي هريرة في كشف الخفاء ٢/ ٣٢٢ بلفظ: نعم البيت الحمام فإنه يذهب بالوسخ ويذكر بالآخرة.