سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[ضرورة قراءة القرآن وكيفيته]

صفحة 37 - الجزء 1

  وحكي أن محمد بن واسع جعل ورده في ليله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ١})⁣(⁣١).

  فاستعن: بالله على ذلك بالنظر إلى العظام الرميم في المقابر؛ فإنه يذكرك البلى في القبر، قال الله تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ٤}⁣[ق: ٤].

  وروى عن محمد بن واسع⁣(⁣٢) أنه قال لبعضهم⁣(⁣٣): ما أعجب إليَّ منزلك، قال: وما يعجبك من منزلي وهو عند القبور؟ قال: وما عليك؟ قال: يُقِلّون الأذى، ويذكِّرونك الآخرة⁣(⁣٤).

  وكثير من الصالحين كانوا يألفون النظر إلى المقابر معتبرين، وكذلك النظر إلى النيران المؤججة العظيمة ما يذكر بنار جهنم نعوذ بالله منها.

  وروي عن علي # أنه قال: نعم البيت الحمَّام يذهب الدرن ويذكر (بالآخرة)⁣(⁣٥) والنار⁣(⁣٦).


(١) ما بين القوسين من (هـ)، و (ك).

(٢) ابن جابر الأزدي أبو بكر، من زهاد وعّباد البصرة. ذكر الدامغاني في الجوهرة أنه من متصوفة الزيدية. ينظر صفوة الصفوة ٣/ ١٥٢، والحلية ٣/ ٣٩٢.

(٣) لعمارة بن مهران المعولي.

(٤) الحلية ٢/ ٣٩٥.

(٥) في (هـ) و (ك).

(٦) الكافي ٦/ ٥٠٧. وقد روي مرفوعًا إلى النبي ÷ عن أبي هريرة في كشف الخفاء ٢/ ٣٢٢ بلفظ: نعم البيت الحمام فإنه يذهب بالوسخ ويذكر بالآخرة.