[ضرورة قراءة القرآن وكيفيته]
صفحة 38
- الجزء 1
  واعلم أن كل من أيقن بالبعث والنشور والجنة والنار يحب الفوز بالجنة والنجاة من النار، لكن يصرفه عن ذلك حبُّه للدنيا، وتعظيمه لها، واغتراره بها؛ ولذلك قال النبي ÷: «حب الدنيا رأس كل خطيئة»(١)، فإذا عملت(٢) بما ذكرنا واكتسبت الخوف والخشية والهم والحزن ودمت عليه صغرت الدنيا في عينك، وخف قدرها في نفسك، وبمقدار ذلك تعظم الآخرة في قلبك، ويكبر حالها عندك، ومن هانت الدنيا عليه، وعظمت الآخرة لديه، سهلت عليه التوبة، وكثرت دواعيها، وفقنا الله لذلك.
  وروي أن داود # قال: «يا رب أمرتني أن أطهر أعضائي لك بالماء، فبماذا أطهر قلبي؟» فأوحى الله إليه بالهموم والأحزان.
(١) ابن أبي الدنيا في الزهد «ذم الدنيا» ص ٢٧، والبيهقي في شعب الإيمان ٧/ ٣٣٨ مرسلاً.
(٢) في (ص): علمت.