سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

مقدمة التحقيق:

صفحة 7 - الجزء 1

  

مقدمة التحقيق:

  الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله وسلم.

  إذا مرض الإنسان سارع إلى طبيب يعالج بدنه من مرضه، فإذا أرشده الطبيب إلى علاجه حرص على تناوله كما وصفه له؛ ليستعيد صحته؛ فالأولى للإنسان العاقل أن يبحث عن طبيب يعالج روحه كما عالج بدنه، فللجسم طبيب وللروح طبيب ليتوازن الجسم والروح، فتتم سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة. وهذا الكتاب غذاء روحي يشفي المخدوع المغرور بهذه الدنيا الغدارة، ومن يقيم وزنًا لعزها وجاهها ومالها؛ وأحرى بالعقلاء ألا يأبهوا بها، ولا يغتروا بمظاهرها فهي زائلة فانية. فالكتاب يخوض في ذكر الموت، والتوبة كي لا يحصل اليأس لمن انغمس في الشهوات. فليعمل المريد به فهو علاج روحي لمن تأمله، لاسيما ومؤلفه إمام من كبار أئمة أهل البيت، وهم أصحاب هذا الشأن ولا وعظ إلا من متعظ. وقد ذكر فيه من حكايات الصالحين وأقوالهم ما يجلو القلب. قال الحسن النحوي: ذكر الصالحين جلاء القلوب القاسية.