[دواعي نقض التوبة]
  الثلاثة الذي ذكرناها وهي: الشهوة، وحب المال، والشرف، كل واحد منها قاطع للتائب عن التوبة.
  ودعاءُ الشهوة إلى ما يلذ السمع والبصر والشم والمأكل والمشارب والمناكح والملابس، ومن جملة ذلك الكسل؛ لأن أصله حب الراحة وأشر(١) ذلك شهوة الكلام، فيجب أن يستعين على دفع الشهوات بمداومة الجوع والعطش وطلب الخلوة على ما نُبَيِّنُه في باب الإرادة.
  ودعاء حب المال إلى الجمع من الحلال والحرام والشبهات، ومن جملتها البخل الذي يمنع من إيفاء ما عليه من حقوق الله تعالى وحقوق بني آدم المتعلقة بالأموال.
  ودعاء حب الشرف إلى الحسد والكبر والرياسة والرياء والمقت(٢).
  ويجمع ذلك كله حب الدنيا؛ ولذلك قيل: «حب الدنيا رأس كل خطيئة».
  واعلم أن أشد الدواعي إلى نقض التوبة دواعي الشهوة، وقد ذم الله تعالى اتِّباعَ الشهوات فقال تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا ٢٧}[النساء: ٢٧].
(١) في (هـ) أشد.
(٢) في (ج) والغضب.