سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[الفتور الذي يعرض للمريد]

صفحة 70 - الجزء 1

  في باب ما يستعان به على التوبة، واجتهد في تحصيل الخوف، وذكَّر نفسه بآلآء الله ø ونعمائه فإن ذلك مما يقوي قلبه ويخنس⁣(⁣١) عنه الشيطان.

  واعلم أن ما كان من ذلك بغير سبب معلوم كان دفعه⁣(⁣٢) أسهل، وانحسامه أيسر، وعود العبد إلى حالته الأولى أقرب، وما كان من ذلك لسبب ظاهر يعرفه المريد من نفسه؛ فإنه يحتاج أن يعمل لإزالة ذلك السبب ودفعه، ويستعين بالله ø على ذلك فإنه خير معين، ويكون بقاء⁣(⁣٣) هذا العارض وقوته بحسب قوة السبب الموجب له وبحسب بقائه، ومتى انحسم ذلك وجد المريد له روحًا في الحال، وانشرح صدره انشراحًا عجيبًا، وعاد إلى حالته الأولى، وكان سبيله سبيل⁣(⁣٤) المشرفي يخرج من الصقال؛ فليكن المريد متنبهًا على ما وصفناه ويستعمل ما ذكرناه فإن الله تعالى بلطفه وفضله يغني من اتقاه، ولا يخيب رجاء من ارتجاه، وليكن دأبه ومعظم همه عند اعتراض هذا العارض التمسك بفعل الواجبات، والتنكب عن المحظورات وإن اختلت عليه النوافل والمجاهدة.


(١) في (هـ، ش) ويحبس.

(٢) في (هـ) رفعه.

(٣) في (ش) تعاهد هذا العارض.

(٤) في (هـ) وكان سبيل قلبه سبيل المشرفي.