[من مكائد الشيطان]
  الملحد، ويهدي به المسترشد، ويستنقذ به الضُلاَّل (من الضلالة)، والجهال (من الجهالة)(١)، فيتخلط بالعلماء والمتكلمين(٢) وأكثرهم مائلون(٣) إلى الدنيا - خاصة في زماننا هذا - فيتخلق(٤) بأخلاقهم، ويتحلى بحليتهم؛ فيدخل معهم في المنافسة وطلب الرئاسة، وقد روي أن الله تعالى أوحى إلى داود #: «يا داود لا تجعل بيني وبينك عالمًا مفتونًا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي، أولئك قُطَّاع(٥) طريق عبادي المريدين، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي من قلوبهم»(٦)؛ فيعادي على ذلك ويوالي، ويشتغل(٧) بذلك قلبه، ويهيج فكره، وينسى طريقه، ويهجر ما كان آثره؛ فيتمكن منه الهوى والشيطان، فيدحض قدمه، ويزيله عن سواء السبيل.
  وربما دعاه إلى السعي في مصالح الناس والتحرك(٨) لمنافعهم؛ فيدعوه ذلك إلى مخالطة الكبراء، وملازمة الرؤساء، ومداخلة الملوك، وحواشي الملوك حتى يجالسهم(٩) ويأنس بهم ويأنسوا به، فيفارق ما
(١) سقط من (هـ، ش) الضلالة والجهالة.
(٢) في (هـ) والمتعلمين.
(٣) في (ش) وأكثرهم من يكون إلى الدنيا خاصة.
(٤) في (ش) فيتجلوا.
(٥) في (ش) فذلك قاطع.
(٦) الاعتبار وسلوة العارفين ص ١١٤، وشعب الإيمان ٢/ ٣٠٢. الزهد بما يوافق ذلك ٢٠٢، ٢٠٥.
(٧) في (ص) ويشغل.
(٨) في (ص، هـ) التحري.
(٩) في (ش): يلابسهم.