[غاية المريد]
  دفع الآفات مع المقام على المجاهدة لِمَا يزيد في قوة الآفات)(١)؛ لأن الآفات مصدرها(٢) قوة النفس والهوى (والاجتهاد كلما قلَّ ازدادت قوة النفس والهوى)(٣) وبحسب ازدياد قوتهما تزداد الآفات، فَلْيَتصَوَّرْ المريدُ ما بيناه كل التصور وليتدبر حق التدبر.
  وحكي عن بعض الحكماء أنه قال: لأن أجتهد مرائيا أحب إليَّ من أن أترك الاجتهاد إخلاصًا، وقد وُفِّقَ فيما قال؛ لأن الاجتهاد وإن شابه الرياء فإنه يؤديه إلى الإخلاص، وترك الاجتهاد وإن أوهمه العدو أنه عين الإخلاص(٤) فإنه يؤديه إلى الرياء؛ لأن الرياء يكون عن الهوى، وبترك الاجتهاد يقوى الهوى، (والإخلاص يكون عن اعتزال الهوى، وبالاجتهاد يضعف الهوى وينخذل)(٥)، وسنفرد إن شاء الله تعالى لذكر الآفات بابًا في كتابنا هذا بعون الله وحسن توفيقه.
[غاية المريد]
  واعلم أن الإرادة منازل ومقامات، وغايتها أن يَحْصُلَ للمريد مقام
(١) ما بين القوسين من (ص). ومعناه ليس ترك الاجتهاد يمنع من الآفات التي تعرض في الاجتهاد. هامش في (ص).
(٢) في (ص) مصدرها للمريد عن قوة النفس.
(٣) ما بين القوسين من (ص).
(٤) في (ص) من الإخلاص.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (ص).