[أعظم موانع القرب مخالفة الشرع]
  يظن أن ذلك؛ لانكشاف الغطاء بينه وبين الله تعالى، نعوذ بالله من هذا الجهل العظيم، فليحذر المريد هذه الحالة، فإنها ليست تقتصر به على الإخلال بالإرادة، أو بمنزلة التوبة فقط بل تجعله منسلخًا عن الدين والإسلام، وربما أوجب الحكم بالردة.
  وليعلم المريد أن المجاهدة وطلب الزيادة كلها تكون بخصال الشرع، وإنّ كل ما خالف الشرع فهو باطل مضمحل، قال الله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ٣١}[آل عمران: ٣١] فلا حقَّ يُطْلَبُ إلا مع متابعة النبي ÷ ومتابعة سنته وشريعته، وقال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ١١٥}[النساء: ١١٥]،
  وقال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٥٣}[الأنعام: ١٥٣].
  وقال علي # في خطبته المعروفة بالزهراء: وأحبُّ العباد إلى الله تعالى المُتَأسِّي بنبيه ÷: (ومَنِ اقْتَصَّ غيرَ أَثرِه فلا يأمَنَنَّ هَلَكَةَ نفسِه)(١).
(١) في (ص) ومن اقتصر على أمره وإلا فلا يأمن الهلكة. وفي النهج ما يوافق ذلك ص ٣٨٤ رقم ١٥٨.