سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[أعظم موانع القرب مخالفة الشرع]

صفحة 78 - الجزء 1

  وقال الله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٤٥ وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا ٤٦}⁣[الأحزاب: ٤٥ - ٤٦].

  وحكي عن الجنيد ¦: أن أبا الحسين النوري⁣(⁣١) ¦ استولت عليه حالة من أحوال الجِنَّةِ⁣(⁣٢). فقال أبو القاسم جنيد: كيف تَمُرُّ عليه أوقات صلاته⁣(⁣٣)؟ فقيل له: إنها محفوظة عليه، فقال: الحمد لله الذي لم يجعل للشيطان سبيلاً⁣(⁣٤) على هذه الطائفة.

  وحكي عن بعض الحكماء أنه قال: عارِضْ ما خطر لك على ما أوحى الله تعالى إلى نبيه ÷، فإن استوى معه فأمضه وإن لم يستو فاطرحه.

  وفي المتصوفة طائفة يسمون أنفسهم أصحاب الملامة⁣(⁣٥)، ويزعمون أنهم يلابسون ما يلابسون من الأحوال القبيحة والأفعال الذميمة على سبيل الاقتصار لأنفسهم والملامة لها، فينحطون على منزلة التوبة، وربما عادوا فساقًا فجارًا ليس معهم من شعار الصالحين إلا لبس المرقعات وتنفس الصعداء، فنعوذ بالله من ذلك.


(١) أحمد بن محمد الخراساني، زاهد من أقران الجنيد كان مذكورا بكثرة الاجتهاد وحسن العبادة توفي ٢٤٥ هـ. تأريخ بغداد ٥/ ١٣٠.

(٢) في (هـ) من خصال الخيرة، وفي (ص) من أحوال الحيرة.

(٣) سقط من (هـ، ص) عليه، وفي (ص) أوقات صلاتك.

(٤) في (ص) لم يجعل للشيطان عليه سبيلاً.

(٥) أصحاب أبي صالح حمدون بن أحمد القصار. ت ٢٧١ هـ. الموسوعة الميسرة ص ٣٤٩.