سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

[عدم الوقوف عند مقام من المقامات]

صفحة 79 - الجزء 1

  فليتنبه المريد عند اعتراض هذه العوارض، ولا يغتر بها ولا بأهلها، فلا يجعل في نفسه أن يخل بطريقة الاجتهاد، ومتابعة الشرع.

[عدم الوقوف عند مقام من المقامات]

  فإذا استمر له⁣(⁣١) السير، ولاح له⁣(⁣٢) القصد، ووضح له الطريق؛ لم يقف عند مقامة من المقامات بل يطلب ما فوقه، وينتجع ما وراءه، ولم يرض من نفسه⁣(⁣٣) حالة من الأحوال. وحكي عن مالك بن دينار أنه قال: ما رضيت عن نفسي ساعة لله قط.

[مناهج المريدين]

  واعلم أن المريدين إذا حصلت لهم الأحوال التي ذكرناها، وتمهدت لهم الطريق⁣(⁣٤) التي نعتناها⁣(⁣٥) تختلف مناهجهم: فمنهم من يميل إلى العبادة (ويقف عليها)⁣(⁣٦) ومنهم من يميل إلى الزهد والتخلي من الدنيا


(١) في (ص) استتم السير. وفي (هـ، ش) استمر به.

(٢) في (ش) فلاح.

(٣) في (هـ) لنفسه.

(٤) في (ص) الطرائق.

(٥) في (ص) بيناها.

(٦) في (ص) والتوقف عليها.