سياسة المريدين،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

باب العبادات

صفحة 82 - الجزء 1

  وروي أنه كان يُحيي الليل⁣(⁣١) بالآية الواحدة يرددها. (وروي أن عليّا # كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة⁣(⁣٢)، وروي عن خلق من الصحابة رحمهم الله تعالى العبادات الكثيرة تركنا ذكرها لئلا يطول الكتاب)⁣(⁣٣) وروي عن علي بن الحسين # أنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وكان أكَثر أهل البيت $ عبادةً بعد علي #؛ ولذلك سُمِّي سيدَ العابدين وزينَ العابدين، وكان يسمى ذا الثَّفَنَاتِ [لأنها] ظهرت بجبهته وركبته من كثرة السجود⁣(⁣٤).


(١) في (ص) الليلة.

(٢) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج ١/ ٤٣ عن الإمام علي #: وأما العبادة فكان أعبد الناس وأكثرهم صلاة وصوما، ومنه تعلم الناس صلاة الليل، وملازمة الأوراد وقيام النافلة، وما ظنك برجل بلغ من محافظته على ورده أن يُبْسَط له نِطْعٌ بين الصفين ليلة الهرير، فيصلي عليه ورده والسهام تقع بين يديه، وتمر على صماخيه يمينا وشمالا فلا يرتاع لذلك ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته! وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير؛ لطول سجوده، وأنت إذا تأملت دعواته ومناجاته ووقفت على ما فيها من تعظيم الله سبحانه وإجلاله، وما يتضمنه من الخضوع لهيبته والخشوع لعزته والاستخذاء له، عرفت ما ينطوي عليه من الإخلاص، وفهمت من أي قلب خرجت وعلى أي لسان جرت. وقيل لعلي بن الحسين # وكان الغاية في العبادة، أين عبادتك من عبادة جدك؟ قال: عبادتي عند عبادة جدي كعبادة جدي عند عبادة رسول الله ÷.

(٣) ما بين القوسين ساقط من (ص).

(٤) الّثفِنَةُ: ركبة البعير. وما مس الأرض من صدره وأصول أفخاذه. القاموس ٢/ ١٥٥٧.