مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الحرب خدعة

صفحة 106 - الجزء 1

  ترجعون إلى بلادكم وتتركونا والرجل في بلادنا ولا نقدر على مقاومته فلما رجعوا إلى أصحابهم قالوا: إن الذي قاله نعيم لحق واليهود قالوا: إن الذي قاله نعيم لحق.

  فوقع الفشل بين قريش وغطفان وبني قريظة ثم ارسل الله ريحاً شديدة حتى لم يعرف بعضهم بعضا وجعلت تلقي قدورهم وماتت مواشيهم فخطب أبو سفيان وأمرهم بالرجوع فرجعوا منهزمين ونزل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا ٩}⁣[الأحزاب: ٩] الآيات، ثم انصرفوا فقال رسول الله ÷ «إن قريشأ لن تغزوكم بعد هذه».

  وأنزل الله في عمل نعيم بن مسعود قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ١٧٣}⁣(⁣١) [ال عمران: ١٧٣] الآيات، لما رجع رسول الله من حرب الأحزاب إلى المدينة نزل جبريل فقال: يا رسول الله إن الله يأمرك بالمسير إلى بني قريظة فإني نازل بهم فازلزلهم فأمر رسول الله مؤذنا وقال: «من كان مطيعاً لله ولرسوله فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة وتقدم علي باللواء إلى بني قريظة وتبعه الناس وكان عدد من خرج ثلاثة


(١) هذة الايات نزلت في نعيم بن مسعود بعد غزوة أحد حين بعثة أبو سفيان محمد بأن يرهب المسلمين بجمع قريش وحلفائها وليس في عمل نعيم بن مسعود في تفكيك الأحزاب سنة ٥ هجرية.