مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الحرب خدعة

صفحة 105 - الجزء 1

الحرب خدعة

  لما اشتد الحرب بالرمي بالنبال نزل علي ومن معه عند المضيق من الخندق ليمنعوا المشركين ثم قيض الله نعيم بن مسعود فقال: يا رسول الله إني قد أسلمت وأنا أكتم إسلامي فمرني بما شئت، قال: خذل عنا - فأتي بني قريظة فقال: تعلمون أني أودكم وكان نديماً لهم في الجاهلية، وقال: إن قريشاً وبني غطفان قد جاؤوا لحرب محمد وقد ظاهرتموهم وأنتم تعلمون أنهم أهل بلاد بعيدة فإن ظفروا أخذوا غنائمهم ورجعوا بلادهم وإن هربوا فكذلك وتركوكم وقد ناصبتم محمداً حرباً فتكون الدائرة عليكم فقالوا: ما ترى؟ قال: أن تطلبوا من قريش وغطفان وتتركوا حرب محمد إلا أن يسلموا لكم هنا من أشرافهم يبقون معكم ويجاهدون معكم محمداً حتى تناجزوه، فقالوا: قد أحسنت وأشرت بالرأي السديد، فسار إلى أبي سفيان وقريش وغطفان وقال: قد عرفتم ودي لكم وفراقي محمداً وقد رأيت أمراً حقاً علي أن أبلغكم نصحاً لكم واكتموا على ما أقول لكم قالوا: نفعل، قال: فاعلموا أن اليهود قد ندموا على ما فعلوا وقد أجمع رأيهم أن يطلبوا منكم من أشرافكم هنا ثم يسلموهم لمحمد يقتلهم ليرضى عنهم وقد أرسلوا إلى محمد وقالوا له: هل يرضيك عنا أن نسلم لك من أشراف قريش وغطفان وترضى عنا قال: نعم، فإن أرسلوا إليكم فلا تفعلوا ولا تدفعوا منكم رجلاً واحداً، فأرسلوا إلى اليهود عكرمة بن أبي جهل ونقرأ معه فقالوا نطلب منكم أن تقاتلوا محمدأ معنا. فقالوا: اليوم سبت ولسنا نقاتل معكم حتى تعطونا هنا من أشرافكم يكونون بأيدينا ثقة لنا حتى نناجز محمدا فإنا نخاف أن ضَرستكم الحرب