سرية مؤتة
سرية مؤتة
  مؤتة من أعمال البلقاء من أرض الشام على مرحلتين من بيت المقدس جنوب البحر الميت، وسببها أن النبي ÷ أرسل الحارث بن عمير الأزدي بكتاب إلى أمير بصرى من جهة هرقل فلما نزل مؤتة تعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني وهو من أمراء قيصر على الشام فقال: أين تريد لعلك من رسل محمد، قال: نعم فأوثقه وضرب عنقه ولم يقتل لرسول الله غيره، فلما بلغ رسول الله اشتد عليه الأمر فجهز جيشة لمقاتلة ملك الروم فأمر رسول الله ÷ جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وقال: «إذا قتل جعفر فليأخذ الراية زيد وإن قتل زيد فليأخذها عبد الله وإذا قتل عبد الله فمن ارتضاه الجيش» فأسرع الناس بالخروج وأوصاهم رسول الله ÷ بقوله: «أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً اغزوا باسم الله وفي سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا ولا تقتلوا امرأة ولا وليداً ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة(١) ولا تقربوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بيتاً».
  فلما فصل الجيش من المدينة وسمع العدو بهم قام شرحبيل بن عمرو الغساني وجمع الروم من الجيش أكثر من مائة ألف من الروم وضم إليهم القبائل العربية فلما وصل المسلمون (مَعان) من أرض الشام
(١) صومعة جمع صوامع الرهبان التي ينقطعون فيها للعبادة. تمت.