استعداد رسول الله للزحف إلى مكة
  فإن فيها حرساً فجعلت المكتوب في ضفائر راسها وسلكت غير الطريق فجاء رسول الله ÷ الخبر من السماء فدعا علياً والزبير وقال أدركا امرأة قد كتب معها حاطب كتابة لقريش يعلمهم الخير ويحذرهم فخذوه منها وخلوا سبيلها فخرجا حتى أدركاها بالخليفة فالتمسا رحلها فلم يجدا شيئا فحلف أمير المؤمنين # لتخرجنه أو ليكشفنها قالت: أغرض فالغرض فحلت رأسها فأخرجته فأتيا به إلى رسول الله فدعا حاطبة وقال: ما حملك على هذا؟ فقال حاطب: والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكني كنت في القوم وليس لي فيهم لا أصل ولا عشيرة وكان لي فيهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم فعفا عنه رسول الله ÷ رغم أن هذا ذنب لا يغفر، لقد خان الله ورسوله لأن هذا أمر عظيم حين يحذر أهل مكة من رسول الله ÷ وهنا حديث مكذوب على رسول الله، وقال: إنه من أهل بدر إلى آخر الحديث الذي لا يقبله شرع ولا عقل والله أعلم.
  وخرج رسول الله ÷ حتى نزل مَر الظهران في عشرة آلاف، وقيل: عشرة آلاف ومائتين، وخرج أبو سفيان يتجسس الأخبار فلما دنا منهم لقي العباس فقال: ما هذا يا عباس؟ قال: رسول الله قد دلف إليكم بما لا قبل لكم به قال: فما تأمرني؟ قال: اركب معي هذه الدابة حتى آتي بك إلى رسول الله فأستأمن لك منه، فوالله لو ظفر بك لقتلك، ثم أوصله إلى النبي فأقبل نحوه بعض المهاجرين فقالوا: هذا الخائن قد أمكن الله منه بغير عهد ولا عقد دعنا نقتله فدعاه رسول الله ÷ إلى الإسلام فقال: