مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

كتاب حاطب إلى مكة

صفحة 120 - الجزء 1

  في نفسي من ذلك شيء، فقال له العباس: أسلم قبل أن تضرب عنقك قال: فتشهد وهذا يشهد لأمير المؤمنين # حين قال: دخل معاوية في الإسلام كرها وخرج منه طوعا، فكذلك أبوه لم يسلم إلا كرها حينما تهددوه بالقتل، وكثير ممن أسلم بعد الفتح من أهل مكة لم يسلموا إلا كرهاً، ثم قال رسول الله ÷: «احبسه في مضيق الوادي حتى يشهد جنود الله» فقال العباس يا رسول الله إنه يحب الفخر فاجعل له شيئا في قومه، فقال رسول الله ÷: «من دخل دار ابي سفيان فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن» فلما شاهد أبو سفيان القوة الإلهية قال للعباس: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيماً، قال إنها النبوة، هذا أبو سفيان يقول ملك ابن أخيك (سماه ملكاً فقط تأمل لأنه لم يؤمن بالنبوة) ثم اذن رسول الله للجيش بالإفطار وقال ÷: «من أحب أن يصم فليصم ومن أحب أن يفطر فليفطر» وقيل: أفطر من أجل الجيش لمن أحب أن يفطر، ثم دخل مكة عنوة لعشر بقين من شهر رمضان وحكم على الذين ناصبوه العداوة بالقتل وهم عكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية وغيرهم وهم أحد عشر رجلا، ومن شفع له عند رسول الله عفا عنه.