وجهالات {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٢٢}⁣[الملك: ٢٢]، {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ ١٨}⁣[السجدة: ١٨]، لهذا الأمر العظيم أمر الله بالموالاة لأوليائه والمعاداة لأعدائه وكم من آيات زاجرة وأحاديث شاهدة في الوعيد لمن والى أعداء الله أو عادي أولياء الله قال «أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله» وأوجب الله جهاد الكافرين وتجب المعاونة على ذلك والتناصر والتآزر والتماسك لأنه لا يتم الجهاد إلا بذلك {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}⁣[ال عمران: ١٠٣] وإصلاح النفس هو المقدم «ابدأ بنفسك» الحديث ولله در القائل⁣^(⁣١):

  لاتنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيمُ

  ابدا بنفسك فانههاعن غيها ... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

  الأبيات المعروفة هذا وهذا الباب له غصون وأطراف وترهيب وترغيب لا يمكن حصرها ولا يدخل تحت المقدور وعدها وإذا نظرنا ما نحن فيه من ترك الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لامتلا القلب حسرات ونخاف من نزول العقوبات من جبار السماوات نسأل الله سبحانه أن يعجل بالفرج التام على عباده وبلاده وانتظار الفرج عبادة،

(١) وهو أبو الأسودالدؤلي. تمت.