خاتمة في فضل الجهاد
  يَعْقِلُونَ ٢٢}[الأنفال: ٢٢]، إن التكاليف الشرعية في الواقع هي تشريف للمكلفين ورفع مستواهم والسير في نهج النور وأول التتزكية الإنسانية هو حبس جموحها.
  نعم إن النفس أمارة بالسوء كما ذكرها الله فالنفس قد تتسلط عليها الغرائز الهوائية وغير الحسنة فإذا جاهد الإنسان نفسه حتي تتهذب بالدين وبالتعاليم المثالية وجد الضمير مع ذلك هو الشعور النفسي الحي الذي يقف من المرء موقف الرقيب يدعو إلى الخير وينهى عن الشر ويحاسب نفسه بعد العمل مستريحاً بالإحسان ومستنكراً للإساءة وذلك هو حقيقة الإيمان ولذا قيل «المؤمن من سرته حسنتُه وساءته سيئتُه» فإذا واصل الإنسان جهاد نفسه حتى تخلص من الهوى وقمعها وكبحها وسمت نفسه إلى الخير والجمال وإلى الحق والكمال وترفع عن النقائص بلغ المنزلة الرفيعة والحالة الرشيدة التي يريدها الله من الإنسان في هذه الحياة ليكون أهلاً لجواره في الآخرة قال تعالى: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ٧}[الحجرات: ٧]، وما لم يصل الإنسان إلى مستوى يحسن منه ويمدح عليه يكون قد عرض نفسه لخسارة لا يمكن أن يتداركها وفاتته نعمٌ لا يقدر على تلافيها هي خسارة الدين والإفلاس الحقيقي الذي ليس فوقه إفلاس لا قوة إلا بالله إن الله سبحانه وتعالى جعل فرقاً مبيناً وسوراً حصيناً بين أوليائه وأعدائه وقضت حكمته كما يؤيد ذلك العقل الفطري أنه لا تناسب بين الجنسين وإن لكل منهما اهداف متشابهات في الأغراض ومختلفات في الأسباب هذا له أنوار وهدايات وهذا له ظلمات