مبعثه ÷
مبعثه ÷
  لما قربت أيام البعث والوحي كان يتعبد في غار حراء ويحب الخلوة للعبادة وكان يتعبد على دين أبيه إبراهيم # وقيل إلهاماً ألهمه الله، وفي مقدمة ذلك الرؤيا في المنام فكان لا يرى شيئاً إلا جاءت مثل فلق الصبح، قيل مدة ستة أشهر فلما تم له من العمر أربعين سنة جاءه جبريل # بالوحي، وذلك في يوم الاثنين لسبع عشرة خلت من شهر رمضان وهو في غار حراء، جاء جبريل # وقال: اقرأ قلت: ما أنا بقارئ، فغطني، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فعل ذلك ثلاث مرات، فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ١ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ ٢ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ٣}[العلق: ١ - ٣] فلما ذهب عني ما أجد من الخوف نزلت إلى وسط الجبل فسمعت صوتاً من السماء يقول: يا محمد إنك رسول الله وأنا جبريل، وأينما نظرت إلى السماء فإذا هو قد سد الأفق فلا أنظر إلى جهة إلا رأيته فوقفت متحيراً حتى لم أر شيئاً، فرجعت إلى خديجة وفؤادي يرجف فقلت: زملوني زملوني حتى ذهب روعي وخبرت خديجة بما رأيت، فقالت: ما عليك إن الله لا يخزيك أبداً إنك تصل الرحم وتقري الضيف وتعين على نوائب الدهر، ثم أتت ابن عمها ورقة بن نوفل [معه] فأخبرته الخبر، فقال: الله أكبر هذا هو الناموس الأكبر، ليتني فيها جذعاً(١) ليتني معك إذ يخرجك قومك. فقال:
(١) الشامة الحدث. تمت قاموس