إيذاء المشركين للمسلمين
  الله أو أهلك دونه» فلما ولي دعاه عمه وقال يا بني اذهب فافعل ما أحببت والله لا أسلمك لشيء أبداً وأنشد يقول:
  والله لن يصلوا إليك بجمعهم ... حتي أوسد في التراب دفينا
  فاصدع بأمرك ماعليك غضاضة ... وامض وقر بذالك عيونا
  ولا زال يتلقى الأذى بكل وسائله ويتلقاه بالصبر وقوة العزيمة صلابةً في عودٍ وقوة في عزيمة وثباتاً في إرادة وكذلك الذين معه.
  إن هذه الفترة لهي أشد ما عرف التاريخ الإسلامي، فما كان محمد والذين اتبعوه طلاب مال ولا جاه ولا سلطان، بل كان طالب هدىً للذين ناصبوه بالأذى وغيره كان منزله برجم وأصحابه يهددون ولا يزيدهم إلا قوة وثباتاً.
  دعا رسول الله ÷ سراً وجهراً فاستجاب له من أحداث الناس وضعفائهم كثيرون حتى كثر من آمن له إلا أنه لما عاب آلهتهم اشتد غضبهم وتتبعوا له الغوائل هو وأصحابه وظهر الحسد والبغضاء وأعظمهم ضراً وحسداً وبغضة أبو جهل وأبو لهب اللذين لم يكن عملهما إلا العداء والمعارضة.