مقدمة
  
  وصلى الله على محمد وآله وسلم
مقدمة
  الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات وتنمو البركات وتضاعف الحسنات، أحمده جل وعلا على فواضل إحسانه وامتنانه وهو القائل جل وعلا: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨}[التوبة: ١٢٨] صدق الله العظيم، وأصلي وأسلم على سيد الأولين والآخرين وعلى آله الهداة الطاهرين من يومنا هذا إلى يوم الدين.
  وبعدُ فإن لعلم التاريخ المزايا العظيمة والفوائد الجسمية تبلغ بالإنسان درجة عالية ويكتسب بذلك فوائد جليلة ويرفع بالعقل درجة عالية لما فيه من العبر التي تعين على التقوى وإن في تأمله لعبراً، وفي فصوله لخبراً، قال تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ١٢٠}[هود: ١٢٠] وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ١١١}[يوسف: ١١١] وهكذا القرآن يقص علينا وقائع الأولين لما في ذلك من العبر والتذكير لأولي الألباب، ولما كان في التاريخ كتب مطولة،