سفره إلى الطائف
سفره إلى الطائف
  بعد أن تتابعت عليه المصائب سافر إلى الطائف طالباً النصرة ومعه مولاه زيد بن حارثة فعمد إلى جماعة من أشراف ثقيف فدعا إلى الله تعالى وإلى الإيمان به فقال أحدهم: أما وجد الله أحداً يرسله غيرك، وقال الآخر: لا أكلمك أبدا لأنك إن كنت صادقاً فأنت أعظم من أن أكلمك، وإن كنت كاذباً على الله فما ينبغي لي أن أكلمك، فأغروا به السفهاء فرجموه بالحجارة حتى ألجؤوه إلى حائط وقد أدموا رجله فلما اطمان ÷ دعا بهذا الدعاء المشهور وهو: «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي وهواني على الناس، اللهم رب العالمين أنت رب المستضعفين، إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يك بك على غضب فلا أبالي، ولكن رحمتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلحت عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل علي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك»، وهذا هو المشهور بدعاء الطائف.
  فلما رآه ابنا ربيعةَ عتبةُ وشيبةُ وما نزل به تحرك له الرحم، فقالا لعبد لهما واسمه عَداس: خذ من هذا العنب وضعه في صحن واذهب به إلى هذا الرجل، فوضعه بين يديه فقال: «بسم الله»، فقال: إن هذا الكلام لا يقوله أهل هذا البلد فقال: «من أي البلاد أنت يا عَداس؟» فقال: أنا