الفصل الثالث في الهجرة وما يتبعها
الفصل الثالث في الهجرة وما يتبعها
  لما وقعت بيعة العقبة أقام رسول الله ÷ بعد ذلك شهر ذي الحجة ومحرم وصفر وهاجر إلى المدينة في شهر ربيع الأول، ولما بلغ المشركين بيعة الأنصار اشتد الأمر على أهل مكة وعلموا أن الأمر قد أصبح قوياً فكبر أذاهم للمسلمين فأمر النبي أصحابه بالهجرة إلى المدينة فخرجوا أرسالاً حتى لم يبق أحد بمكة من المسلمين ولقد كان لإسلام الأنصار في مكة شان عظيم في تاريخ الإسلام بل في تاريخ الدنيا وكانت لبيعة العقبة الأثر العظيم وهو الذي فتح للمسلمين باب الهجرة {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}[الواقعة: ١٠ - ١١]، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ١٣}[آل عمران: ١٣].
  لما بلغ قريش هجرة من هاجر إلى المدينة وقد كان هناك في المدينة أنصار من غيرهم وعرفوا أن الرسول قد اجمع على الهجرة سُقط في أيديهم، وإذا انتصر الرسول فإن في ذلك الإبادة لرياستهم ولمكانتهم وهدم أصنامهم التي قد أخذت بأزمة قلوبهم أجتمعوا وتشاوروا يدرسون هذه المشكلة التي قد حلت بهم، فاجتمعوا في دار الندوة وهي دار قصي بن كلاب وكانت قريش لا تمضي أمراً إلا فيها، وكانوا يمنعون كل أحد من الدخول فيها إلا قريش، فتشاوروا فمنهم من قال: يحبس