مسجد رسول الله

  إن المساجد هي عنوان الإسلام وبيت لعبادة الله وهي رمز لبناء الإسلام وهي بيوت الله بتسمية الله تعالى ومن زارها فقد زار الله وحق على المزار أن يكرم زائره، من أجل ذلك كان أول عمل لرسول الله ÷ هو بناء المسجد لتقام عبادة الله فيه فكان يعمل بيده الشريفة ويحث الناس، قال بعضهم: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين فرآه النبي فكان ينفض التراب عنه ويقول ÷: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية». وكان طوله مما يلي القبلة إلى مؤخرة مائة ذراع وجعل له ثلاثة أبواب، فلما كثر الناس أمر رسول الله باتخاذ عريش يظلهم من الشمس وكان يقول عريش كعريش أخي موسى # وكان ينقل معهم اللبن ويعمل بيده ولما تم بناء المسجد بني له حجرتين لزوجته عائشة وسودة على صورة بناء المسجد من اللبن وجريد النخل ولما تزوج بنى لكل زوجة حجرة وكان رسول الله يخطب إلى جذع يتكئ عليه فقال بعضهم: با رسول الله نجعل لك منبرة، قال ÷: «إن شئتم»، فصنعوا له منبرة بثلاث درج وكان من شجر الأثل فلما خطب عليه وترك الجذع حن كحنين الناقة على ولدها فنزل فمسكه أو فضمه فسكت وهذه من معجزاته، وحديث حنين الجذع مشهور رواها بضعة عشر من الصحابة.