صرف القبلة إلى الكعبة
صرف القبلة إلى الكعبة
  لما هاجر إلى المدينة كان يتوجه إلى بيت المقدس نحو ستة عشر شهراً وكان يحب أن يصلي إلى الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم #، وقيل: إن اليهود كانوا يقولون: يخالفنا ويتبع قبلتنا فقال ÷: «يا جبريل وددت أن أصرف وجهي عن قبلة اليهود» قال إنما: أنا عبد فادع ربك وسله وكان كلما صلي يرفع إلى السماء ينتظر أمر الله ونظره إلى السماء لأنها قبلة الدعاء فنزل عليه قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}[البقرة: ١٤٤] فتوجه إلى الكعبة إلى الميزاب ونزل قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}[البقرة: ١٤٢] الآية، وهذا رد على اليهود والمنافقين الذين ساءهم ذلك فقيل أول ما نسخ في القرآن القبلة، وكان ذلك في شهر شعبان (١٥) على راس ثمانية عشر شهراً من الهجرة وقيل: ستة عشر شهراً.