مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

صرف القبلة إلى الكعبة

صفحة 55 - الجزء 1

صرف القبلة إلى الكعبة

  لما هاجر إلى المدينة كان يتوجه إلى بيت المقدس نحو ستة عشر شهراً وكان يحب أن يصلي إلى الكعبة لأنها قبلة أبيه إبراهيم #، وقيل: إن اليهود كانوا يقولون: يخالفنا ويتبع قبلتنا فقال ÷: «يا جبريل وددت أن أصرف وجهي عن قبلة اليهود» قال إنما: أنا عبد فادع ربك وسله وكان كلما صلي يرفع إلى السماء ينتظر أمر الله ونظره إلى السماء لأنها قبلة الدعاء فنزل عليه قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}⁣[البقرة: ١٤٤] فتوجه إلى الكعبة إلى الميزاب ونزل قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ}⁣[البقرة: ١٤٢] الآية، وهذا رد على اليهود والمنافقين الذين ساءهم ذلك فقيل أول ما نسخ في القرآن القبلة، وكان ذلك في شهر شعبان (١٥) على راس ثمانية عشر شهراً من الهجرة وقيل: ستة عشر شهراً.