عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

أنواع الإنشاء

صفحة 420 - الجزء 1

  وأنواعه كثيرة: ...

  منها التمنّى⁣(⁣١)، واللفظ الموضوع له (ليت)، ولا يشترط إمكان المتمنّى⁣(⁣٢)؛ تقول:

  ليت الشباب يعود!، وقد يتمنّى ب (هل)؛ نحو: هل لي من شفيع؟! حيث يعلم أن لا شفيع له، وب (لو)؛ نحو: لو تأتيني؛ فتحدّثنى!؛ بالنصب.


  خبر؛ لأن التكثير ليس المعنى به جعل القليل كثيرا حتى يكون السائل معنيه اعتقاد الكثرة الواقع في النفس، والتعبير عن ذلك بكم إخبار عن أمر خارجي، وإنما تعنى بقولنا: الخبر له خارج ما كان خارجا عن كلام النفس، فنحو: طلبت القيام، حكم نسبته لها خارج بخلاف: قام، كما صرح به ابن الحاجب وغيره، فقولنا: كم رجال عندي على الأول من الاحتمالين اللذين ذكرهما إخبار عن اعتقاد الكثرة كقولك:

  اعتقدت هذا كثيرا فليس من الإنشاء في شئ، وعلى الاحتمال الثاني إخبار عن الكثرة في الخارج، وقوله: لأن المتكلم عبر عما في باطنه يستلزم أن يكون نحو: وأبغضت زيدا، وعزمت على كذا إنشاء، ولا قائل به. وقوله: إن التكثير معنى ثابت في النفس لا وجود له من خارج، صحيح لكن المراد بالخارج ما سبق، وأما عسى أن يجئ زيد،

  فهو ترج كالتمنى، وسنذكره وهو طلبي نعم من الإنشاء غير الطلبي صيغ العقود، وإن قلنا:

  إن الوعد إنشاء كما يوهمه كلام ابن قتيبة فهو غير طلبي، إذا تقرر هذا فالذي نتكلم فيه الآن هو الإنشاء الطلبي، وهو يستدعى مطلوبا ضرورة، وكونه غير حاصل وقت الطلب ضروري؛ لأن الحاصل لا يطلب، والإنشاء لا يتعلق بالمستقبلات.

أنواع الإنشاء:

١ - (التمني):

  ص: (وأنواعه كثيرة منها التمني ... إلخ).

  (ش): أنواع الإنشاء الطلبي كثيرة، منها: التمني، واللفظ الموضوع له ليت، ولا يشترط إمكان المتمنى، بل قد يكون المتمنى قريبا، مثل: ليت زيدا يقدم، وهو مشرف على القدوم، وقد يكون بعيدا ممكنا، وقد يكون غير ممكن، ومثله المصنف بقوله: ليت


(١) هو طلب حصول شئ على سبيل المحبة.

(٢) ويشترط ذلك في الترجى.