عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الأول: علم المعاني

صفحة 467 - الجزء 1

  .....


  الثاني عشر: الإنذار، نحو {قُلْ تَمَتَّعُوا}⁣(⁣١) فمنهم من عده من التهديد، ومنهم من جعله قسما آخر، وأهل اللغة قالوا: التهديد: التخويف، والإنذار: الإبلاغ، فهما متقابلان.

  الثالث عشر: الامتنان، نحو: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}⁣(⁣٢) والظاهر أنه قسم من الإباحة، لكن معه امتنان.

  الرابع عشر: الإكرام، مثل قوله تعالى {ادْخُلُوها بِسَلامٍ}⁣(⁣٣) وهو أيضا من الإباحة.

  الخامس عشر: الاحتقار، نحو {أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ}⁣(⁣٤) وفيه نظر أيضا، ولولا أن الإلقاء سحر لكنت أقول: إنه أمر إباحة.

  السادس عشر: التكوين، كقوله تعالى: {كُنْ فَيَكُونُ}⁣(⁣٥) وهو قريب من التسخير، إلا أن هذا أعم.

  السابع عشر: الخبر، نحو «إذا لم تستح فاصنع ما شئت»⁣(⁣٦)؛ إذ الواقع أن من لم يستح يفعل ما يشاء، وقيل: المعنى إذا وجدت الشئ مما لا يستحيا منه فافعله، فيكون إباحة، وقد تقدم أن غالب هذه الاستعمالات بنقل صيغة افعل إلى الخبر.

  الثامن عشر: بمعنى الإنعام، مثل: {كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ}⁣(⁣٧) ذكره الإمام في البرهان قال: وإن كان فيه معنى الإباحة، فالظاهر منه تذكر النعمة.

  التاسع عشر: التفويض، كقوله تعالى: {فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ}⁣(⁣٨) زاده الإمام أيضا.

  العشرون: التعجب، ذكره الهندي، ومثل له بقوله تعالى: {قُلْ كُونُوا حِجارَةً}⁣(⁣٩) وقد تقدم التمثيل له بغيره، وذكره أيضا العبادي في ترجمة الفارسي من أصحابنا


(١) سورة إبراهيم: ٣٠.

(٢) سورة النحل: ١١٤.

(٣) سورة الحجر: ٤٦.

(٤) سورة يونس: ٨٠.

(٥) سورة يس: ٨٢.

(٦) أخرجه البخاري في «الأدب»، باب: إذا لم تستح فاصنع ما شئت، (١٠/ ٥٣٩)، (ح ٦١٢٠) من حديث أبي مسعود.

(٧) سورة البقرة: ٥٧.

(٨) سورة طه: ٧٢.

(٩) سورة الإسراء: ٥٠.