أنواع الإنشاء
  ... ... .....
  وعلى رأى الأخفش طلب؛ لأنه نداء، ولا يكون ذلك في ضمير الغائب، فلا يجوز:
  اللهم اغفر لهم أيتها العصابة. قال سيبويه: أراد أن يؤكد؛ لأنه قد اختص حين قال:
  أنا ولكنه أكد ولم يعرف المختص إلا بلفظ أيها وأيتها، وإنما وقع علما أو مضافا أو معرفا بالألف واللام، وقد خالف النداء في أنه لا يبدأ به، ولا يستعمل بسائر أحرف النداء، واستعمل معرفا بالألف واللام، وهو أقسام؛ قسم منقول من النداء وهو ما سبق، وقسم تتبع فيه النقل، مثل: نحن العرب أقرى الناس للضيف، وقسم يجوز فيه الأمران، وهو خمسة: أهل، كقوله ﷺ: «سلمان منا أهل البيت»(١) وآل، نحو: نحن آل فلان كرام، ومعشر: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث»(٢)، وبنى:
  إنا بنى نهشل لا ندعى لأب
  والعلم، نحو: بك الله نرجو الفضل، بنا تميما يكشف الضباب.
  (تنبيه): اقتصر المصنف من الإنشاء الطلبي على ما ذكره، وبقى عليه الترجى، نحو:
  لعل الله يأتينا بخير، ونقل القرافى الإجماع على أنه إنشاء وإذا كان الترجى إنشاء فهو
(١) «ضعيف جدا» أخرجه الحاكم في «المستدرك»، (٣/ ٥٩٨)، وسكت عنه، ورده الذهبي بقوله: «قلت:
سنده ضعيف». لذلك أورده الشيخ الألبانى في ضعيف الجامع (ح ٣٢٧٢)، وزاد نسبته، إلى الطبراني من حديث عمرو بن عوف، وقال: ضعيف جدا. وقد صح موقوفا على على - ¥.
(٢) الحديث متفق على صحته بلفظ: «لا نورث ما تركنا صدقة»، أما بهذا اللفظ، فقد قال الحافظ ابن حجر في «الفتح»، (١٢/ ١٠): «فقد أنكره جماعة من الأئمة، وهو كذلك بالنسبة لخصوص لفظ «نحن»، ولكن أخرجه النسائي من طريق ابن عيينة عن أبي الزناد بلفظ: «إنا معاشر الأنبياء لا نورث ...» الحديث.
أخرجه عن محمد بن منصور عن ابن عيينة عنه، وهو كذلك في مسند الحميدي عن ابن عيينة، وهو من أتقن أصحاب ابن عيينة فيه. وأورده الهيثم بن كليب في مسنده من حديث أبي بكر الصديق باللفظ المذكور، وأخرجه الطبراني في «الأوسط»، بنحو اللفظ المذكور، وأخرجه الدارقطني في «العلل»، من رواية أم هانئ عن فاطمة & عن أبي بكر الصديق بلفظ: «إن الأنبياء لا يورثون».