الفن الأول: علم المعاني
  لعكس ما مرّ في الماضي المثبت؛ نحو: كلّمته فوه إلى فىّ.
  المبتدأ اسما مشتقا وقد تقدم وجب تركها كقولك: جاء زيد حسن وجهه، فلا يجوز، وحسن وجهه، وإن تأخر اكتفى بالضمير نحو: جاء زيد وجهه حسن، وتجوز الواو، وقد تمتنع الواو في الاسمية إذا عطفت على حال نحو: {فَجاءَها بَأْسُنا بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ}(١).
  (قلت): قال الزمخشري هنا: إن ترك الواو خبيث، وإنما حسن هنا حتى لا يجتمع حرفا عطف يعنى أن واو الحال أصلها العطف كما سبق تقريره، وإنما تركت هنا حتى لا يجتمع حرفا عطف، وما ذكره إنما أحوجه إليه إنكاره ترك الواو، وليس بصحيح. قال بعضهم: وفى العلة التي قالها نظر؛ فإنه لا يقبح الجمع بين حرفى عطف مختلفي المعنى، ولا يقبح أن تقول: سبح الله وأنت راكع أو وأنت ساجد، ثم علل المصنف جواز دخول الواو وتركها بقوله: (لعكس ما مر في الماضي المثبت) يعنى أنها عكس كعكس الماضي المنفى فإن الجملة الاسمية تدل على المقارنة لأنها ليست ماضية، ولا تدل على الحصول لأن الدال على الحصول أي التجدد إنما هو الفعل المثبت، وهذه منفية، وليست فعلا وهذا يلجئ إلى أن المقارنة المستفادة من المضارع إذا كان حالا من كونه لا لكونه مضارعا وهو خلاف ما مر، ثم هو منتقض بالاسمية إذا كان خبرها فعلا نحو: جاء زيد وأبوه يقوم، فإنها دالة على الحصول والمقارنة فيلزم أن تمتنع الواو، والمصنف قد مثل بجملة اسمية خبرها فعل وهى قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}(٢) ويرد عليه أيضا نحو: {بَياتاً أَوْ هُمْ قائِلُونَ}(٣) فإنه يجب فيه ترك الواو مع العلة المذكورة، وسيأتي وينتقض بنحو: جاء زيد وهو ما ضرب عمرا؛ فإنه لا يدل على حصول ولا مقارنة على ما زعم المصنف.
  (تنبيه): لك في نحو قوله تعالى: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ}(٤) أن تجعل الواو في «ولكم» عاطفة، ويكونان حالا واحدة، وأن تجعلها واو الحال ويكونان حالين مستقلين، كقولك: جاء زيد راكبا لابسا.
(١) سورة الأعراف: ٤.
(٢) سورة البقرة: ٤٢.
(٣) سورة الأعراف: ٤.
(٤) سورة البقرة: ٣٦.