الفن الأول: علم المعاني
  .....
  ورأيت الطيبي ذكر هذا الجواب من غير أن يذكر هذه الحكاية. ولك أن تجعل:
  فعولا وفعيلا حيث كانا لمؤنث مطلقا، من باب الإيجاز.
  الثاني: حذف كلمة أو أكثر، فهي إما اسم، أو فعل، أو حرف.
  الأول: الاسم، فمنه حذف المبتدأ فقط، وحذف الخبر فقط، ومنه حذف المضاف، والمضافين والثلاثة، وحذف الصفة، وحذف الموصوف، وحذف المعطوف مع حرف العطف مثل: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ}(١) وحذف الحال، مثل: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ}(٢) أي قائلين: سلام.
  وحذف التمييز مثل: كم مررت؟ أي: كم ميلا؟ وحذف المستثنى، مثل: ليس إلا.
  واختلفوا في حذف المبدل منه، وخرج عليه: {وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ}(٣) وأما حذف الفعل فكثير، حيث دلت عليه قرينة. وحذف الحرف كثير أيضا، جوز جماعة حذف الواو العاطفة، وخرج عليه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ}(٤) وهمزة الاستفهام تحذف كثيرا. وحذف الفاء في جواب الشرط لا يجوز إلا ضرورة. وحذف لام الأمر جوزه بعضهم.
  الثالث: الجمل، فيحذف جواب لولا نحو: {فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}(٥) وجواب لما نحو: {فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}(٦) ويحذف الشرط بلو، نحو: إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وجواب أما، نحو: {فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ}(٧) وجواب إذا نحو: {وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا}(٨). ومنها حذف القسم منها حذف جوابه، قال القاضي التنوخي: وكل ذي جواب
  جوز حذف جوابه. ومنها:
  باب الإغراء، وباب التحذير، وباب نعم وبئس، وباب التنازع والاختصاص، والنصب على المدح.
(١) سورة الحديد: ١٠.
(٢) سورة الرعد: ٢٣، ٢٤.
(٣) سورة النحل: ١١٦.
(٤) سورة الغاشية: ٨.
(٥) سورة البقرة: ٦٤.
(٦) سورة الصافات: ١٠٣.
(٧) سورة آل عمران: ١٠٦.
(٨) سورة يس: ٤٥.