عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الثاني علم البيان

صفحة 92 - الجزء 2

  وعكسه⁣(⁣١).

  وإمّا تشبيه مركّب بمركب؛ كما في بيت بشّار⁣(⁣٢).


  فإن المشبه الشمس مطلقا، والمشبه به المرآة بقيد كونها في كف الأشل، وفيه نظر لما سيأتي في القسم بعده.

  الرابع: مختلفان، والمقيد هو المشبه مثل أن تقول: والمرآة في كف الأشل كالشمس، وإليه أشار بقوله: وعكسه القسم الثاني تشبيه مركب بمركب، وهو ما طرفاه كثرتان مجتمعتان، ومثاله بيت بشار السابق، وقد تقدم في تقسيمات وجه الشبه، فلو أخر المصنف ذلك إلى هنا، لكان أولى، وهو قوله:

  كأنّ مثار النّقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا، ليل تهاوى كواكبه⁣(⁣٣)

  فإنه لم يرد تشبيه مثار النقع بالليل، فإنه غير طائل، ولا تشبيه السيوف بالكواكب، فإنه غير طائل، بل قصد تشبيه الهيئة الحاصلة من اجتماعهما على هذه الصورة، بالهيئة الحاصلة من الليل والكواكب المتهاوية، ألا ترى أن: تهاوى كواكبه، جملة هي صفة لليل، بخلاف قول امرئ القيس:

  كأنّ قلوب الطّير رطبا ويابسا ... لدى وكرها العنّاب والحشف البالي⁣(⁣٤)

  فإن ذلك مشبه ومشبه به متعددان، كما سيأتي.


(١) كتشبيه المرآة في كف الأشلّ بالشمس.

(٢) يعنى قوله:

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا * ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه

(٣) البيت لبشار بن برد في ديوانه ١/ ٣١٨، والشعر والشعراء ص ٧٥٩، وأسرار البلاغة ٢/ ٢٣، ودلائل الإعجاز ٩٦، ونهاية الإيجاز ص ١٥٥، والمفتاح ص ٣٣٧، والإيضاح ص ٣٤٦، والتبيان ص ١٩٨، والإشارات ص ١٨٠، ومعاهد التنصيص ٢/ ٢٨، والطراز ١/ ٢٩١، وخزانة الأدب لابن حجة ص ١٨٩، ونهاية الأرب ١/ ٦٢، والوساطة ص ٣١٣، وسر الفصاحة ص ٢٣٩، ويتيمة الدهر ١/ ١٣٣، والعمدة ١/ ٢٩١، والمصباح ص ١٠٦، وأخبار أبى تمام ص ١٨٠، ويروى بلفظ: «... فوق رؤوسهم.

(٤) البيت من الطويل، وهو لامرئ القيس في ديوانه ص ٣٨، وشرح التصريح ١/ ٣٨٢، وشرح شواهد المغنى ١/ ٣٤٢، ٢/ ٥٩٥، ٨١٩، والصاحبى في فقه اللغة ص ٢٤٤، ولسان العرب ١/ ٢٠٦ (أدب)، والمقاصد النحوية ٣/ ٢١٦، والمنصف ٢/ ١١٧، وتاج العروس (بال)، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ٦٤، وأوضح المسالك ٢/ ٣٢٩، ومغنى اللبيب ١/ ٢١٨، ٢/ ٣٩٢، ٤٣٩.