عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

المحسنات المعنوية

صفحة 225 - الجزء 2

وهي ضربان: معنوىّ، ولفظي:

المحسّنات المعنويّة

  أما المعنوىّ: فمنه: المطابقة: وتسمّى الطباق، والتضادّ أيضا، وهي الجمع بين متضادّين، أي: معنيين متقابلين في الجملة،


  الحال، ومن الإيراد بطرق مختلفة، ومن وجوه التحسين قد يوجد دون الآخرين، وأدل برهان على ذلك أنك لا تجدهم في شئ من أمثلة البيان يتعرضون إلى بيان اشتمال شئ منها على التطبيق، ولا تجدهم في شئ من أمثلة البديع يتعرضون لاشتماله على التطبيق والإيراد، بل تجد كثيرا منها خاليا عن التشبيه والاستعارة والكناية التي هي طرق علم البيان، هذا هو الإنصاف، وإن كان مخالفا لكلام الأكثرين، ولا يخفى أن هذا التعريف من الرسوم غير الحقيقية لما فيه من التعدية التي هي أمر إضافى.

  وجوه تحسين الكلام البليغ: ص: (وهي ضربان إلخ).

  (ش): وجوه تحسين الكلام البليغ ضربان: ضرب يرجع إلى المعنى، أشار إليه بقوله: «معنوي» وضرب يرجع إلى اللفظ، أشار إليه بقوله: «لفظي»، وقدم ما يرجع إلى المعنى لأنه أهم، وأورد أن الأقسام ثلاثة فإن منها: ما يرجع إليهما، وقد يجاب عنه بأن ما يرجع إليهما يدخل في القسمين لانقسامه إلى كل منهما، أما المعنوي، فهو عبارة عما يزيد المعنى حسنا، وقسموه قسمين: أحدهما: ما يزيد المعنى حسنا لزيادة تنبيه، والثاني: ما يزيده تناسبا، والمصنف أطلق المعنوي ليدخل فيه النوعان منه من غير تمييز بعضها عن بعض، فذكر أقساما فقال: فمنه المطابقة، وتسمى الطباق، لأنه من طابق الفرس إذا وقع رجله مكان يده، ومصدر فاعل المفاعلة، والفعال، وهو تحسين ما لم يكثر فيسمج، قاله التنوخي، وتسمى التضاد وفيه تجوز كما سيأتي.

  قال الشيرازي: «وتسمى أيضا التطبيق والتكافؤ» قوله: (وهي) أي المطابقة (الجمع) أي في الذكر (بين متضادين) أي معنيين متضادين، والمراد بالمتضادين: المتقابلان في الجملة، أي سواء أكان التقابل من وجه ما أم من