الفن الثالث: علم البديع
  
  {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ}(١) الآيات: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ}(٢)
  التسميط: التاسع والثلاثون «التسميط» وهو تسجيع مقاطع الكلام، من نثر أو نظم على روى مخالف روى ذلك البيت، أو تلك السجعة، كقول ابن أبي حفصة:
  هم القوم إن قالوا أفادوا وإن دعوا ... أجابوا وإن أعطوا أطابوا وأجزلوا(٣)
  ومثاله في النثر: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى بَعْضٍ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً}(٤) وهذا القسم ذكر المصنف منه ما يتعلق بالنظم، حتى تكلم على السجع، هل يدخل في النظم أو لا؟
  التغاير: الأربعون «التغاير» وهو مدح الشئ ثم ذمه، أو ذمه ثم مدحه، ونحو ذلك إما من كلام شخصين، كقوله تعالى: {قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ}(٥) وإما أن يتغاير كلام الشخص الواحد في وقتين، كقول قريش عن القرآن الكريم: {ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ}(٦) فإنه اعتراف بالعجز، ثم قالوا في وقت آخر: {لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا}(٧) وكان الأصل أن لا يعد هذا حسنا بل عيبا لكنه لوقوعه في وقتين مختلفين - في غير هذا المثال - عد من المحاسن.
  القسم: الحادي والأربعون «القسم» وهو الحلف على المراد بما يكون فيه تعظيم المقسم، أو غير ذلك بما يناسبه، كقوله تعالى: {فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}(٨) أقسم اللّه - تعالى - بما يتضمن عظمته.
(١) سورة الشعراء: ٧٨.
(٢) سورة الحج: ٦١.
(٣) البيت من الطويل، وهو لمروان بن أبي حفصة في الأغانى (١٠/ ١١٢) وشرح عقود الجمان (٢/ ١٦١) وبلا نسبة في المصباح (ص ١٧١). وفيها جميعا (أصابوا) بدلا من (أفادوا).
(٤) سورة الإسراء: ٥٥.
(٥) سورة الأعراف: ٧٥، ٧٦.
(٦) سورة القصص: ٣٦.
(٧) سورة الأنفال: ٣١.
(٨) سورة الذاريات: ٢٣.