عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الثالث: علم البديع

صفحة 314 - الجزء 2

  


  التوسيع: الثاني والستون «التوسيع» وقد فسروه بأن يأتي في آخر الكلام بشئ مفسر بمعطوف ومعطوف عليه، مثل قوله:

  إذا أبو قاسم جادت لنا يده ... لم يحمد الأجودان: البحر والمطر⁣(⁣١)

  وهذا في الحقيقة أحد نوعي اللف والنشر.

  التطريز: الثالث والستون «التطريز» وهو اشتمال الصدر على مخبر عنه، يتعلق به شيئان، والعجز على خبر مقيد بمثله كقوله:

  كأن الكأس في يدها وفيها ... عقيق في عقيق في عقيق⁣(⁣٢)

  المؤاخاة: الرابع والستون «المؤاخاة» وهو أخص من الائتلاف، وهو أن تكون معاني الألفاظ متناسبة، كقول ذي الرمة:

  لمياء في شفتيها حوّة لعس ... وفي الثنايا وفي أنيابها شنب⁣(⁣٣)

  احترازا عن مثل قول الكميت:

  وقد رأينا بها خودا منعمة ... بيضا تكامل فيها الدّلّ والشّنب⁣(⁣٤)

  فذكر الشنب مع الدل غير مناسب وهذا في الحقيقة نوع من اختلاف اللفظ والمعنى.


(١) البيت من البسيط، وهو لابن الرومي في الطراز (٢/ ٤)، (٣/ ٩٠)، والمصباح (ص ١٧٣)، ولأحمد بن أبي الطاهر في الصناعتين (ص ٤٨٠ / الكتب العلمية).

(٢) البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في الطراز (٣/ ٩٢)، وشرح عقود الجمان (٢/ ١٥٤)، والمصباح (ص ١٧٤).

(٣) البيت من البسيط؛ وهو لذي الرمة في ديوانه (ص ٣٢)، والخصائص (٣/ ٢٩١)، والدرر (٦/ ٥٦)، ولسان العرب (شنب)، (لعس)، (حوا)، والمقاصد النحوية (٤/ ٢٠٣)، وهمع الهوامع (٢/ ١٢٦)، وبلا نسبة في شرح الأشمونى (٢/ ٤٣٨).

(٤) البيت من البسيط وهو للكميت في الخصائص (٣/ ٢٩٠)، والتبيان (ص ٤٠٢) بتحقيقنا لكن صدره فيهما:

أم هل ظعائن بالعلياء نافعة.

وهو بلفظ المصنف في شرح عقود الجمان (٢/ ٧٣) ولكن فيه: (رأين) بدلا من (رأينا) و (فيشكل) بدلا من (تكامل).