عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح،

بهاء الدين السبكي (المتوفى: 763 هـ)

الفن الثالث: علم البديع

صفحة 320 - الجزء 2

  


  لقد ضاع شعري على بابكم ... كما ضاع عقد على خالصه⁣(⁣١)

  فلما بلغ الرشيد وأنكر عليه قال: إنما قلت: ضاء فقال بعض الحاضرين: هذا بيت ذهبت عيناه فأبصر.

  الهجاء في المدح: التاسع والثمانون «الهجاء في معرض المدح» وهو أن يهجو بألفاظ ظاهرها المدح وباطنها القدح وهذا يدخل في قسم التوجيه، كقوله:

  يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا

  كأنّ ربك لم يخلق لخشيته ... سواهم من جميع الناس إنسانا⁣(⁣٢)

  التخيير: التسعون «التخيير» وهو البيت يأتي على قافية مع كونه يسوغ أن يقفى بقواف كثيرة، كقول ديك الجن:

  قولي لطيفك ينثني ... عن مضجعى عند المنام

  فعسى أنام فتنطفى ... نار تأجج في العظام

  جسد تقلبه الأكف ... على فراش من سقام

  أما أنا فكما علم ... ت فهل لوصلك من دوام⁣(⁣٣)

  فإنه يصلح مكان «منام» «رقاد» هجوع هجود وسن، ومكان «عظام» «فؤاد» ضلوع كبود بدن، ومكان «سقام» «قتاد» دموع وقود حزن، ومكان «دوام» «معاد» رجوع وجود ثمن.

  حصر الجزئي في الكلى: الحادي والتسعون «حصر الجزئي في الكلى، وغير ذلك» المراد منه، ما يتعلق بكيفية الابتداء والتخلص والانتهاء.


(١) البيت من المتقارب، وهو لأبى نواس في عقود الجمان (٢/ ١١٦)، وما أجده في ديوانه ط دار العرب.

(٢) البيتان من البسيط، هما للحماسى في شرح عقود الجمان (٢/ ١١٨).

(٣) الأبيات من مجزوء الكامل، وهي لديك الجن الحمصي في عقود الجمان (٢/ ١٦٨) وفيه (وتنظفى) بدلا: (فتنطفى)، (في عظام) بدلا من: (في العظام).