الفن الثالث: علم البديع
  
  لقد ضاع شعري على بابكم ... كما ضاع عقد على خالصه(١)
  فلما بلغ الرشيد وأنكر عليه قال: إنما قلت: ضاء فقال بعض الحاضرين: هذا بيت ذهبت عيناه فأبصر.
  الهجاء في المدح: التاسع والثمانون «الهجاء في معرض المدح» وهو أن يهجو بألفاظ ظاهرها المدح وباطنها القدح وهذا يدخل في قسم التوجيه، كقوله:
  يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا
  كأنّ ربك لم يخلق لخشيته ... سواهم من جميع الناس إنسانا(٢)
  التخيير: التسعون «التخيير» وهو البيت يأتي على قافية مع كونه يسوغ أن يقفى بقواف كثيرة، كقول ديك الجن:
  قولي لطيفك ينثني ... عن مضجعى عند المنام
  فعسى أنام فتنطفى ... نار تأجج في العظام
  جسد تقلبه الأكف ... على فراش من سقام
  أما أنا فكما علم ... ت فهل لوصلك من دوام(٣)
  فإنه يصلح مكان «منام» «رقاد» هجوع هجود وسن، ومكان «عظام» «فؤاد» ضلوع كبود بدن، ومكان «سقام» «قتاد» دموع وقود حزن، ومكان «دوام» «معاد» رجوع وجود ثمن.
  حصر الجزئي في الكلى: الحادي والتسعون «حصر الجزئي في الكلى، وغير ذلك» المراد منه، ما يتعلق بكيفية الابتداء والتخلص والانتهاء.
(١) البيت من المتقارب، وهو لأبى نواس في عقود الجمان (٢/ ١١٦)، وما أجده في ديوانه ط دار العرب.
(٢) البيتان من البسيط، هما للحماسى في شرح عقود الجمان (٢/ ١١٨).
(٣) الأبيات من مجزوء الكامل، وهي لديك الجن الحمصي في عقود الجمان (٢/ ١٦٨) وفيه (وتنظفى) بدلا: (فتنطفى)، (في عظام) بدلا من: (في العظام).