أدوات المعرفة:
  فعله. لزمه أن حكمة الحكيم ها هنا غير حكمة؛ وحسن نظره لخلقه غير حسن نظر، ورحمته لهم غير رحمة؛ إذ أقدر عليهم عدوا يأتيهم من حيث لا يعلمون، وقد أمرهم بمخالفته بعدما اقدره عليهم! ... فأي جور يكون أعظم من هذا الجور، وأي ظلم يكون أكبر من هذا الظلم، إذ كلفوا الحذر ممن لا يرون إلى معانى أسبابه الواقعة، بعد ما قال في كتابه، على لسان نبيه: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] و قوله: {إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧]؛ وقوله: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥] وقوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا ٤٣}[الأحزاب].
الحق لا يختلف ولا يتضاد:
  فهذا شئ يخالف بعضه بعضاً، والحق لا يختلف ولا يتضاد؛ إنما الذي يختلف ويتضاد الباطل.
  وإن لا، فهل يوجدونا حجة نعقلها، ويعقلها معنا الرجال، ذووا الألباب، حتى تصبح وتلزمنا بها الحجة؛ إن واحداً منهم، أو من غيرهم، وعده إبليس - منذ خلق - الفقر، أوصده عن الطاعة، أو وسوسه في صلواته أو في غيرها.
كيف وعد وصد ووسوس؟!
  كيف ذلك كله الذي كان من إبليس إليه!
  فإن جاء فيه بحجة قاطعة بينة تشهد عليها العقول، ويفهمها أهل العلم والمعرفة بأمر واضح بين، رجعنا عن قولنا إلى قوله، وتبنا عما كنا عليه.
أدوات المعرفة:
  لأنا لا نعقل الوسوسة والأمر بالفحشاء ولا وعد الفقر، إلا على قدر البينة التي نبأنا الله، ø، عليها وما جعل لنا من الإدراك بالحواس الخمس وبخاطر العقل.