هل اقدر الله إبليس على ما يفعل؟!
الحجة الثانية إقامة الدليل على أن إبليس لا يعد أحدا أو يمنيه
  ومن الحجة عليهم، في دعواهم أن إبليس يعدهم بالفقر ويأمرهم بالفحشاء؛ نحن وهم، لم نشاهد أحداً يعد بالفقر ويأمر بالفحشاء إلا شيطان بني آدم، فكيف جاز لهم أن يقطعوا الشهاد على شيطان الجن دون شيطان الإنس، وقد أعلمهم الله، ø، أن في الإنس شياطين وفي الجن شياطين ..!
  فَلمَ قطعوا الشهادة على الجني دون الإنسى، والإنسى، بالمشاهدة (هو) الذي عمل بنا العمل؛ والجني لم نشهد عليه، بالعيان، كما شهدنا على هذا الآخر؛ والله، ø، فلم يفرد واحداً منهما دون الآخر في كتابه ... فكيف جاز لهم هذا القول؟! ..
  ولو كان لإبليس من القوة والقدرة ولطائف الصنع ودقائق الأسباب، التي لو اجتمع الخلق على أن يقفوا على كنه واحدة منها ما قدروا على ذلك أبداً.
  فيلزم خالفنا ان ليس بين قوة الله، ø، وقدرته ولطائف صنعه ودقة أسبابه، وبين قدرة إبليس وقدرته ولطائف صنعه ودقائق أسبابه فرق، وبين الخالق - وهذه صفة الواحد الفرد الذي ليس كمثله شئ - والذي قالوا في قدرة إبليس ولطائف معانيه، يوجب فساد التوحيد؛ وان كمثل الله، ø؛ حياً يقدر كقدرته ويفعل كفعله! ... عز عن ذلك القوى العزيز.
  ***
هل اقدر الله إبليس على ما يفعل؟!
  فإن قال قائل: إن الله ø؛ أقدره على ذلك، وجعل له السبيل والقوة على