الهوى هو اللاعي:
  تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦}[ق]، فتراه ø قد أضاف وسواس النفس إلى النفس ولم يضفه إلى إبليس!.
الهوى هو اللاعي:
  إذاً الهوى هو الداعي إلى كل صواب وخطأ ووسواس وكل خير وشر، وأنه لا فاعل لذلك غير الآدمي؛ إذ لا قدرة لأحد على تصريف القلوب، وإمالتها عن شئ إلا الله الواحد الفرد القوى القادر اللطيف الصنع، الذي عجز عن كنه لطائفه اهل ا الغموض في العلم؛ واهل التدقيق من أهل النظر، وتاهت العقول والأوهام عن إدراك ذلك، وثبتت به الوحدانية ووجبت به على الخلق الطاعة.
  فإذا كان موصوف آخر غيره تجب له هذه الصفة الشريفة الكريمة العظيمة فما الفرق بينهما! ... بينوه لنا إن كنتم صادقين! ..
احتجوا بقوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ٤}:
  فإن قال قائل: قد قال الله، ø، في كتابه {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ٤ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ٥ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ٦}[الناس] فقد أخبرنا بهذه فلا حجة لكم فيها.
الرد عليهم في احتجاجهم:
  قلنا رادين عليه، لجهله، وناقضين عليه خطاء، ومحتجين عليه بما يقطع - بعون الله على أداء الصواب، والقول بالحق: إنما عنى الله، ø، بهذه الآية -