الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

هل هناك وسوسة من الأصل؟!

صفحة 295 - الجزء 1

  التي ذكرت - ما يتصور في قلوب بني آدم وفي صدورهم وماتجريه الخواص في الصدور، من ذكرها للجنة والناس في الصلاة وفي غير الصلاة؛ إن ذلك أمر غير مجهول لما تجده يوسوس في صدرك من ذكر الجنة والناس؛ ولا موسوس وسوسك ولامكلم كلمك ولا أحسست أحدا مازج قلبك.

هل هناك وسوسة من الأصل؟!

  والدليل على صدق قولنا، وثبوت حجتنا انك - إذا كنت تصلى ثم خطر في صدرك خاطر - أن أحداً من الناس لا يكلمك في صلاتك؛ إذ قد علم الناس أن ذلك شئ لا يجوز؛ فأحد لا يكلم أحداً في الصلاة، ولا يوسوسه ولا يساره إذا هو يصلى؛ بإجماع الخلق معنا على هذا القول! ..

  فإن وسواس الإنسان - الذي ذكره الله، ø، حيث قال: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ٦}⁣[الناس].

  فأخبرونا الآن كيف وسواس الناس للناس في الصلاة إن كنتم صادقين؟! ... فلا سبيل لكم إلى ذلك ابدأ.

  فإن قالوا: هو صياح من يصبح بي، وكلام من يكلمنى.

  قلنا له: ليس ذلك يعني، إنما يعنى وسوسة دقيقة لطيفة، كما ادعيتم؛ لإبليس؛ فأما اصوات بني آدم، وشغلهم للمصلي فهو كثير غير قليل.

  فبطل ما ادعيتم في وسوسة بني آدم لصاحبه في الصلاة وحدها.

  ***