حكاية موقف الناس من إخلاص:
  
  الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين؛ قد فهمنا - أكرمك الله - ما ذكرت عن القوم الذين جرى بينهم الكلام والمناظرة في وسواس الجن وإبليس، عليه لعنة الله؛ كيف يصل إلى الإنسان وكيف الأمر منه لنا، والعداوة التي قال الله؛ ø، أنه بعد بني آدم ويأمرهم بالفحشاء.
حكاية موقف الناس من إخلاص:
  وذكرت أن قوماً قالوا: إن إبليس يلقى في قلوب الإنس امراً وعدةً، وسوّل لهم، وهم - زعموا - شئ لا يدرون كيفية وصول ذلك إلى قلوب الخلق؛ واحتجوا بكتاب الله، ø، فقالوا: قال الله ø: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ}[البقرة: ٢٦٨].
  ثم قال، ø، يحكى عنه - إذ قال: {وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ}[النساء: ١١٩] ..!
  ثم قال: {الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ ٢٥}[محمد].
  ثم قال إبليس - اللعين: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ١٦ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ١٧}[الأعراف].
  ثم قال: {كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ١٦}[الحشر].