الهوى إله الكافرين ... وهو أعظم من إبليس:
  اللغة العربية التي خاطب الله، ø، أهلها بكتابه المبين وجعله حجة عليهم إلى يوم الدين.
الهوى إله الكافرين ... وهو أعظم من إبليس:
  ألا ترى إلى قوله، ø: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ}[الجاثية: ٢٣] وإلا له عنده أعظم من إبليس، أفلا ترى أن الكافر جعل إلاهه هواه، وكذلك يكون إبليسه هواه، إذ أثبتنا في كتابنا هذا الحجة الواضحة ان إبليس لم يغونا بشئ وقعت عليه حواسنا، وإنما كان إبليس عدواً لأبينا آدم، صلى الله عليه، وكل معصية من بني آدم منسوبة إلى تلك المعصية.
  الا تسمع إلى قوله، ø: {يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ}[الأعراف: ٢٧]؛ فنحن نقول الآن، لمن خالفنا: أخبرنا كيف يفتننا الشيطان إذ لانواجهه ولا نراه ولا نكلمه ولا يرسل إلينا ولا يكاتبنا ولا يقدر على قلوبنا، لضعفه وذلته وعظيم عجزه؟!
  وأنا قد أوجبنا عليكم انكم اثبتم له أنه يقدر على القلوب ويوسوسها بلطيفة لا نعلمها، لزمكم أنه لا فرق بينه وبين ربكم، الذي لا يعجزه شئ، وانكم إن قلتم،: إنه اقدره على ذلك.
  وجب ظلمه لعباده وعذابه لهم على أمر أقدر عدوهم على فعله من حيث لا يعلمون ولا يقدرون على الحذر منه! ..
  وهذا خارج من العدل والرشد والرحمة وإرادة العسر لا اليسر، لا مخرج لكم من هذا الباب.
  ***