شياطين الإنس يوحى بعضهم إلى بعض، وكذلك شياطين الجن:
صفحة 302
- الجزء 1
  وهو لا يأكل الليل، وإنما يريد: اكلى بالليل يضرني.
  قال الشاعر يمدح هوذة بن على الحنفي
  خيلك في الصيف في نعمة ... تصان الجلال وتعطى الشعير
  وإنما يريد تصان بالجلال فصيّر الجلال المصونة.
  وقالت خنساء بنت عمرو بن الشريد السلمية تصف ناقة بطلت ولدها:
  ترعى إذا نسيت حتى إذا ذكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار
  تعنى أنها مقبله ومدبرة، لا أن في صورتها إقبال وإدبار، وهذا من عجائب العربية، التي صرفوها إلى عقولهم واتباع أهوائهم هذا، وإنما جربنا هذا الاحتجاج في اللغة العربية وكيف تصريف معانيها في القرآن؛ ليعلم جميع من خالفنا في إبليس وفي الجن أن ذلك كله له معنى يجرى في اللغة العربية، ويصرفها التأويل إلى معنى غير الذي ظنوا، ولكن لا معرفة للقوم بمعاني القرآن، ولا معانى