إنه الهوى:
إنه الهوى:
  وأما قوله، ø،: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٤٨}[الأنفال].
  ولا يخرج هذا عندنا إلا إنه الهوى الذي زين لهم وأطغاهم وسول لهم وأرداهم؛ لأنه يلزمهم لنا أن إبليس لم يخرج إليهم مواجهة، ولم يروه عياناً؛ لقول الله، ø: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}[الأعراف: ٢٧] فقد سقط هذا الوجه.
  والوجه الآخر: أن ليس في قوته ولا مقدرته أنه يوسوس في صدورهم يوم بدر جميعاً، وهم عسكر عظيم في ساعة واحدة؛ إذ ذلك أمر لا يقدر عليه إلا الله، ø، القوى القادر، هذا وجه قد سقط أيضا وفسد.
  والوجه الثالث: انه - أى إبليس - لم يرسل إليهم رسولا يخاطبهم عن نفسه.
  والوجه الرابع: أنه لم يكتب إليهم كتاباً يقرؤنه.
  فكيف لنا بتصديق من خالفنا، ونحن نجده ساقط الحجة داحض المقالة نازحا عن الحق؛ لأنه لم تصح دعواه، ولم يخرج - في واحد من هذه الوجوه التي لا يعرف الناس وصول الاخبار إلا بها، ولا تدل نزل العقول إلا عليها.
  ***
زعم الغبرة أن لإبليس استطاعة على قلوب بني آدم:
  فإن قال قائل: إن الله، ø، جعل له الاستطاعة على قلوب بني آدم، وجعل لهم الاستطاعة على دفعه عن أنفسهم.