الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

زعم الغبرة أن لإبليس استطاعة على قلوب بني آدم:

صفحة 320 - الجزء 1

  واما قول إبليس {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي}⁣[الحجر: ٣٩] فإنه كذب على الله، سبحانه؛ لأنه لم يغوه.

  وقال بعض أهل العلم: إنه يخرج على أنه سماه غاوياً، فقال: أغويتني، أي سميتني غاوياً.

  فأما ما خاطب الله، ø، به إبليس في بدء الأمر، يوم عادي آدم، فذلك له معاني يخرج عليها، وقد يذكر بني آدم وينسب بعض فعلهم إلى بعض، مثل ما قال لقوم من بني إسرائيل {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٩١}⁣[البقرة] يريد بذلك أبائهم، وهم لم يقتلوا، وإنما أخبر عن أبائهم ø فهو مثله سواء. لابد لكم من ذلك.

  ولا مخرج لكم منه، حتى ترجعوا إلى الحق فتقولوا أن ليس أحد من جميع الخلق - لا إبليس ولا غيره - يقدر على وسوسة القلوب ولا تصريفها على مراده، إلا الله، ø، لا نظير له ولا مساو ولا مشابه ولا عديل ولا مثيل، بوجه من الوجوه، ولا سبب من جميع الأسباب، ومن لم يجبنا إلى هذا القول فقد كفر؛ لأنه إن خالفنا ساوى بينه وبين خلقه! ... وهذا هو الشرك الأعظم والكفر الأفحش الذي لا كفر بعده.

  ***