الحجة التاسعة نقد المجبرة في زعمهم إن الاستطاعة مع الفعل
الحجة التاسعة نقد المجبرة في زعمهم إن الاستطاعة مع الفعل
  ومن الحجة على أهل الجبر والقول بالاستطاعة مع الفعل، أن يقال لهم: اليس أول الخلق آدم، #، وأول من خالفه وعصى الله، ø، فيه إبليس - الملعون؟!
  فإذا قالوا: بلى.
  قلنا لهم: فهل أمر الله، ø، آدم بترك الشجرة، وقد علم أنه قادر على تركها، أم علم أنه ليس بقادر على تركها؟ ..
  فإن قالوا: علم الله، ø؛ أن آدم لا يقدر على ترك الشجرة.
  قلنا له: فهو إذاً قد كلفه ما لا يطيق! ..
  وقد قال الله، ø، في كتابه {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] و {إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: ٧] وهذا خارج من الحكمة والعدل أن يأمر بترك ما لا يقدر على تركه، فقد بطل هذا الوجه وصح فساده.
  وإن قالوا: إن الله، ø، أمر آدم بترك الشجرة، وقد علم أنه يقدر على تركها.
  بطل ما اعتقدوا من الجبر، ورجعوا عن قولهم، وصار القول قولنا بالعدل، ولزمهم ان كل شئ جاء من بعد آدم، #، يجري على ما قد خرج في هذا الباب، وان كل جبر قالوا به يبطل كما بطل هذا.
  ***