الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

الحجة التاسعة نقد المجبرة في زعمهم إن الاستطاعة مع الفعل

صفحة 341 - الجزء 1

الحجة التاسعة نقد المجبرة في زعمهم إن الاستطاعة مع الفعل

  ومن الحجة على أهل الجبر والقول بالاستطاعة مع الفعل، أن يقال لهم: اليس أول الخلق آدم، #، وأول من خالفه وعصى الله، ø، فيه إبليس - الملعون؟!

  فإذا قالوا: بلى.

  قلنا لهم: فهل أمر الله، ø، آدم بترك الشجرة، وقد علم أنه قادر على تركها، أم علم أنه ليس بقادر على تركها؟ ..

  فإن قالوا: علم الله، ø؛ أن آدم لا يقدر على ترك الشجرة.

  قلنا له: فهو إذاً قد كلفه ما لا يطيق! ..

  وقد قال الله، ø، في كتابه {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦] و {إِلَّا مَا آتَاهَا}⁣[الطلاق: ٧] وهذا خارج من الحكمة والعدل أن يأمر بترك ما لا يقدر على تركه، فقد بطل هذا الوجه وصح فساده.

  وإن قالوا: إن الله، ø، أمر آدم بترك الشجرة، وقد علم أنه يقدر على تركها.

  بطل ما اعتقدوا من الجبر، ورجعوا عن قولهم، وصار القول قولنا بالعدل، ولزمهم ان كل شئ جاء من بعد آدم، #، يجري على ما قد خرج في هذا الباب، وان كل جبر قالوا به يبطل كما بطل هذا.

  ***