الرد على مسائل المجبرة عن وسوسة إبليس وسائر الشياطين،

الإمام الناصر أحمد بن يحيى (المتوفى: 325 هـ)

وكذلك أمر الله إبليس بما يقدر على فعله فعصاه:

صفحة 342 - الجزء 1

وكذلك أمر الله إبليس بما يقدر على فعله فعصاه:

  وكذلك إبليس نقول فيه: أليس قد أمر الله، ø، إبليس بالسجود لآدم؟

  فإن قالوا: بلى:

  قلنا لهم: هل أمره بما يعلم أنه يقدر عليه، أو بما علم أنه لن يقدر عليه؟!.

  فإن قالوا: أمره بما علم أنه لا يقدر عليه اكذبوا القرآن وردوا عليه قوله، ø، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}⁣[البقرة: ٢٨٦]، و {إِلَّا مَا آتَاهَا}⁣[الطلاق: ٧]، وإبليس مأمور منهي، وهذا خارج من العدل والحكمة، ولزم فيه ما لزم في آدم، #.

  وإن قالوا: بل علم الله، ø، أنه قادر على السجود.

  رجعوا عن قولهم، وصاروا إلى قولنا بالعدل، وبطلت دعواهم في جميع الجبر.

  ***

الاستطاعة قبل الفعل:

  ولزمهم - أيضا - في هذا الباب أن الاستطاعة قبل الفعل؛ لأن الله ø، في عدله وحكمته لا يكلف نفسا إلا ما آتاها، نطق بذلك الكتاب وشهدت به رسله.